-A +A
علي بن غرسان ــ مكة المكرمة

تدفع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بنحو 20 ألف حاوية جديدة لمياه زمزم في المسجد الحرام في مكة المكرمة؛ وذلك ضمن مشروعين جديدين لخادم الحرمين الشريفين لتطوير سقيا زمزم، حيث يختصان بتحسين وتطوير عملية توزيع مياه زمزم داخل الحرمين الشريفين، فالمشروع الأول هو تعديل تصميم حاويات مياه زمزم سعة (40) لتراً، بحيث تأخذ تصميماً جديداً يقضي على كثير من السلبيات المصاحبة للتصميم القديم، وتم توريد (5000) من هذه الحاويات قبل موسم الحج المنصرم، والمشروع الثاني تركيب أجهزة ومعدات لغسيل وتنظيم وتعقيم الحاويات والانتقال بذلك من التنظيف اليدوي الذي كان يستهلك الكثير من الجهد والماء ويعاني من البطء، إلى نظام حديث يخفض استهلاك المياه أثناء الغسيل لتصبح كمية المياه اللازمة لغسيل كل حاوية (1.5) لتر وبسرعة (250) حاوية في الساعة. مدير عام إدارة المشاريع والدراسات بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين المهندس عبدالمحسن بن عبدالرحمن بن حميد بين لـ «عكاظ» أن الحاويات الجديدة صممت وفق معايير عالمية وفي مصانع متقدمة تهدف إلى الحيلولة دون وصول أيادي العبث إليها كما تمنع أي تلوث بكتيري وذلك لدقة العمل فيها بحيث لا يمكن التعامل معها إلا من قبل المختصين من الفنيين.



وقال المهندس ابن حميد «ظلت مياه زمزم محل اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة من خلال حزمة من المشاريع التطويرية والرعاية المتناهية لهذه البئر المباركة، ولعل مشروع خادم الحرمين الشريفين لسقيا زمزم واحد من أهم المشاريع التنموية في هذا الجانب، وأن مياه زمزم تمر بمراحل عدة قبل وصولها للاستخدام البشري، فهناك مختبرات دقيقة في مصنع هذا المشروع كما تعمل معنا الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية من خلال مختصين وخبراء يؤكدون دوماً صحة هذه المياه ونقاءها من أية ملوثات كانت».



وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قد رسم ملامح مرحلة جديدة في تاريخ تعبئة وتخزين مياه زمزم، حيث أطلق بوصلة مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم في كدي في مكة المكرمة لضمان بقاء الماء المبارك نقياً من الشوائب بطرق متطورة في آليات التعبئة والتخزين الآلى بتكلفة بلغت 700 مليون ريال وبطاقة تصل إلى خمس ملايين لتر يومياً، حيث أقيم المشروع على أرض قيمتها العقارية تصل 3 مليارات ريال، كان الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أوقفها لسقيا زمزم. وتبلغ الطاقة المركبة لمحطة التصفية (5) ملايين لتر يومياً يتم ضخها عبر خطي تصفية، كل خط منهم يتكون من مجموعة فلاتر خاصة بتصفية المياه، ووحدة تعقيم في نهاية كل خط وسيخزن (10) ملايين لتر كحد أقصى من المياه المنتجة في خزان، بحيث تضخ منه المياه بواسطة مضخات المياه المنتجة وعددها (4) إلى الحرم المكي الشريف عبر خط ناقل قطره (200) ملم من الستانلس ستيل الذي أنشئ حديثاً مع المشروع. ويوجه قسم من إنتاج محطة التصفية وقدره مليونا لتر يومياً كحد أقصى؛ أي ما يعادل (200) ألف عبوة يومياً إلى مصنع التعبئة مباشرة ليعبأ في عبوات بسعة (10) لترات، مشيرا إلى أن مصنع التعبئة يتكون من عدة مبانٍ، منها مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام، ومبنى خطوط الإنتاج، ومبنى مستودع العبوات المنتجة بطاقة تخزينية يومية تبلغ (200) ألف عبوة، وتبلغ المساحة الكلية للمصنع 13.405 أمتار مربعة، ويشمل المشروع مبنى المولدات الكهربائية الاحتياطية بطاقة (10) ميجاوات ويعمل بنظام (سكادا) الذي يمكن من التحكم والمراقبة لمراحل المشروع كافة ابتداء من ضخ المياه من البئر إلى آخر مراحل التعبئة، ويحوي المشروع مستودعاً آلياً مركزياً لتخزين وتوزيع العبوات المنتجة من مصنع التعبئة، مجهزاً بأنظمة تكييف وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق، بتكلفة تبلغ أكثر من (75) مليون ريال، يمثل (15) مستوى لتخزين وتوزيع (1.5) مليون عبوة سعة (10) لترات، ويعمل بشكل آلي بواسطة نظام تقني متقدم دون تدخل بشري؛ للوفاء باحتياجات الحجاج والمعتمرين في أوقات الذروة، حيث يتم تخزين واستخراج العبوات آلياً من خطوط الإنتاج بمصنع التعبئة عبر سيور ناقلة آلية تصل بين خطوط الإنتاج والجسر الناقل، الذي يصل بدوره بين مصنع التعبئة والمستودع المركزي سعة 1.5 مليون عبوة وتستخدم فيه أحدث أنظمة التخزين العالمية المعروفة باسم التخزين الآلي والاسترجاع الآلي (AS/RS)، حيث تدخل العبوات المنقولة عبر الجسر الناقل إلى المستودع المركزي عن طريق رافعات رأسية حمولة كل منها (2000 كلجم)، تخزن هذه العبوات في أماكن محددة ويتحكم فيها وتدار عن طريق برنامج تخزين متطور يتم من خلاله التخزين حسب تاريخ الإنتاج وخط الإنتاج، ويتيح هذا البرنامج المتطور تحديد أولويات التوزيع حسب تاريخ التخزين ونتائج الاختبارات الخاصة بالمياه المنتجة التي تتم بمختبر المحطة. وبين الحصين أنه بعد انتهاء مرحلة الإنتاج والتخزين تبدأ مرحلة نقل العبوات المخزنة من مبنى المستودع إلى نظام التوزيع الأتوماتيكي عن طريق الرافعات الرأسية لتوضع العبوات على سيور ناقلة تنقلها إلى (42) نقطة توزيع آلية، حيث توزع هذه العبوات على المستفيدين باستخدام قطع معدنية خاصة، كل منها مخصص للحصول على عبوة واحدة فقط، ويمكن الحصول على هذه القطع من منافذ التوزيع الخاصة المنتشرة داخل منطقة المشروع ليقوم المستهلك بوضع القطعة داخل ماكينة التوزيع فيحصل آلياً على العبوة، مؤكداً أن تنفيذ هذا المشروع استغرق (30) شهراً.